ر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان صلى الله عليه وسلم شديدَ المراعاة للفروقِ الفردية بين المتعلِّمين
من المُخاطَبين والسائلين ، فكان يُخاطِبُ كلَّ واحدٍ بقدرِ فَهْمِه
وبما يُلائِمُ منزلتَه ، وكان يُحافِظ على قُلوبِ المبتدئين
فكان لا يُعلِّمُهم ما يُعلِّم المنتهين .
وكان يجيب كلَّ سائلٍ عن سؤالِهِ بما يَهُمُّه ويُناسِبُ حالَه .
ومن ذلك وصايا النبي صلى الله عليه وسلم المختلِفةُ لأناسٍ
طَلَبوا منه الوصيةَ ، فأوصى كلَّ واحدٍ بغير ما أوصى به الأخَرَ
ووجهُ ذلك يرجِع إلى اختلاف أحوالِ الذين سألوه الوصيةَ .
ـ روى الإمام أحمد ، واللفظُ له ، والترمذي عن أبي ذر رضي الله عنه قال :
((قلتُ : يا رسول الله ، أوصِني ، قال : اتقِ الله حيثما كنتَ
وأتْبِعْ السيِّئةَ الحسنة تَمْحُها ، وخالِقْ الناسَ بخلُقٍ حسنٍ))
وروى البخاري والترمذي1، واللفظُ منهما ، عن أبي هريرة رضي الله عنه :
((أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوْصِني بشيءٍ ، ولا تُكْثِر عليَّ لَعَلّي أَعيهِ
قال : لا تَغْضَبْ . فردَّد ذلك مِراراً ، كلُّ ذلك يقول : لا تَغْضَبْ))
وروى البخاري ومسلم واللفظُ له ، عن أبي هريرة رضي الله عنه :
((أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله
دُلَّني على عَمَلٍ إذا عَمِلتُه دخلتُ الجنةَ ، قال : تَعبُدُ الله لا تُشرِكُ به شيئاً
وتُقيمُ الصلاةَ المكتوبةَ ، وتؤدّي الزكاةَ المفروضةَ ، وتصوم رمضانَ
قال : والذي نفسي بيده لا أزيدُ على هذا شيئاً أبداً ولا أنقُصُ منه .
فلما وَلّى قال النبي صلى الله عليه وسلم :
منْ سرَّه أن يَنظُرَ إلى رجلٍ من اهلِ الجنةِ فليَنْظُرْ إلى هذا))
وروى الترمذي ، واللفظُ له ، وابن ماجَه عن عبد الله بن بُسْرٍ :
((أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كَثُرتْ عليَّ
فأخبرني بشيءٍ أتَشَبَّثُ به ، قال : لا يَزالُ لسانُك رَطْباً من ذكرِ الله))
وروى مسلم والترمذي ، وابن ماجه عن سُفْيانَ بن عبد الله الثَّقَفي
قال : ((قلتُ يا رسول الله ، قُلْ لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه
أحداً بعدك ، قال : قُلْ : آمنتُ بالله فاستَقِم))
هذا لفظ مسلم
نسأل الله أن يرزقنا صحبة نبينا صلى الله عليه وسلم
وأن يسقينا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا