سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
: ما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يسأل بوجه الله إلا الجنة "؟
فأجاب رعاه الله بقوله : اختلف في المراد به على قولين:
القول الأول: أن المراد لا تسألوا أحداً من المخلوقين بوجه الله فإذا أردت أن تسأل أحداً من المخلوقين لا تسأله بوجه الله، لأنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، والخلق لا يقدرون على إعطاء الجنة، فإذاً لا يسألون بوجه الله مطلقاً.
القول الثاني: أنك إذا سألت الله فإن كان الجنة وما يستلزم دخولها فاسأل بوجه الله، وإن كان من أمور الدنيا فلا تسأل بوجه الله، فأمور الآخرة تسأل بوجه الله كقولك مثلاً : أسألك بوجهك أن تنجيني من النار.
والنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بوجه الله لما نزل قوله تعالى: ) قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم ( (1)قال : أعوذ بوجهك ) أو من تحت أرجلكم ( (2)قال : أعوذ بوجهك ) أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض ( (3) قال : هذه أهون أو أيسر.
ولو قيل : إنه يحتمل المعنيين جميعاً لكان له وجه.
(1) سورة الأنعام، الآية " 65 " .
(2) سورة الأنعام، الآية " 65 " .
(3) سورة الأنعام، الآية " 65 " .