قال الشيخ ( صالح المغامسي ) في معرض تأملاته في سورة ( مريم ) :
{ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً (15) }
هذه الثلاث مواطن أوحش ما يكون فيها الإنسان؛
لأن الإنسان يخرج إلى الدنيا من عالم غريب إلى عالم أغرب،
لم يعرف أهله بعد، فإذا سلم في ذلك الموطن فقد أُمّن,
فسلّم الله وحيّا يحيى في هذا الموطن،
والإنسان إذا عاين الموت يفارق من ألفهم ويرى ويعاين ملائكة الموت قوماً لم يرهم من قبل،
ويصبح في إدبار من الدنيا وإقبال على الآخرة،
حالة لا يعلمها إلا الله، يصبح الإنسان فيها كأنما تنزع روحه من كل قطعة جسد فيه نزعاً،
هذه الحالة يحتاج فيها الإنسان إلى نوع من الأمان والسلام،
قال الله: { وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ}،
وثم قال الله: { وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً (15)}
لأن لا هول أعظم من أهوال يوم القيامة وهول المطلع وحشر العباد بين يدي ربهم سبحانه وتعالى...